وكان حمزة بن لادن قد تزوج من ابنة أبو محمد المصري، والذي يعرف كذلك بـ"أبو محمد الزيات"، القيادي البارز في تنظيم القاعدة ومسؤول اللجنة الأمنية، خلال إقامتهم في إيران.
وكانت وثائق أبوت آباد قد كشفت عن أحد المقاطع التي تم تصويرها خلال حفل زفاف حمزة بن لادن وإلى جانبه أبو محمد المصري، وعددا من أفراد تنظيم "القاعدة".


حمزة بن لادن (وسط) خلال حفل زفافه (فرانس برس نقلاً عن السي آي إيه)
ولم تظهر الرسالة، التي وصفت وفاة الحفيد أسامة بالاستشهاد، أسباب وطريقة وفاته، إلا أنه من المرجح أن تكون وفاته ناجمة عن مرض ألم به وعدم تلقيه العناية الطبية اللازمة، مع طبيعة الحياة التي فرضت على أطفال تنظيم "القاعدة".
وأشار حمزة بن لادن في رسالته إلى وفاة ومقتل إخوته في وقت سابق، كان من بينهم سعد بن لادن والذي قتل بعد خروجه من إيران في شمال وزيرستان بطائرة من دون طيار، إلى جانب وفاة شقيقته خديجة (زوجة عبدالله الحلبي) في 2007 بعد تعرضها لنزيف حاد عقب ولادتها لابنتها فاطمة في إحدى المستشفيات جنوب وزيرستان.
حمزة بن لادن خلال حفل زفافه (فرانس برس نقلاً عن السي آي إيه)
وسعى حمزة بن لادن في رسالته إلى توظيف البعد النفسي، في محاولة منه للتأثير والاستقطاب باستغلال تشابه الأسماء ما بين ابنه ووالده، والإيهام بشدة تعلق ابنه بجده أسامة بن لادن زعيم "القاعدة".
وهو ما يأتي مخالفاً للمعطيات التي فرضت على حمزة بن لادن منذ أن كان طفلاً بالانفصال عن والده إلى جانب عدد آخر من أفراد أسرته عقب أحداث 11 سبتمبر، ولجوئهم إلى إيران.
فوفقاً لما تكشف من وثائق بن لادن، فإن أول رسالة استطاع فيها حمزة إيصالها إلى والده كانت في العام 1431هـ (2010 م)، وذلك بعد خروجه من إيران، والتي تحدث فيها عن اشتياقه ورغبته بالجلوس معه، ومشاهدته بعد أن كبر وأصبح شاباً.
وهو ما يشير إلى أن الحفيد أسامة، لم يتمكن من مشاهدة جده فضلاً عن أن يقيم معه ويتعرف به عن قرب.
أسامة بن لادن وابنه حمزة
وبحسب الجهة المسربة لنص الرسالة، فقد تم حذف بعض مما جاء فيها، والذي من المرجح أن يكون التفاصيل عن مسببات وفاة ابنه، والأهم من ذلك أين كان مقر إقامته وبجانبه والدته وشقيقته التي أسماها حمزة على اسم أمه خيرية.
ومن بين ما جاء في الرسالة: "إلى والدتي الكريمة العزيزة الغالية.. حفظها الله ورعاها وإلى إخواني الكرام الأعزاء حفظهم الله ورعاهم.. وإلى أخواتي العزيزات الغاليات.. بقلوب راضية بقضاء الله سبحانه وتعالى، مستسلمة لتقديره عز وجل.. فإنا نعزي أنفسنا ونعزيكم في استشهاد الشبل البطل حفيد الشهيد.. ابننا أسامة".
وأضاف: "أمي الغالية.. لقد كان توسمك في أسامة صادقاً فلطالما قلت لي إني أتوسم فيه صفات كبيرة، ومع مرور الأيام والسنين كنت أجد قولك الكريم أمام ناظري ظاهراً.. فقد كان يمتلك قلباً عجيباً.. قلباً حياً يتحرق ألماً على حال أمتنا وعلى حال المظلومين، وكثيراً ما أجده يبكي بعد مشاهدة مقطع فيديو أو نحوه".