يحلو للسعوديات، كما لغيرهن من نساء الوطن العربي اجراء نمنمات صباحية يحتسون فيها مع فنجان القهوة أخبار خلافات معارفهن من أزواج وزوجات يوشكون على الطلاق، هذا طبعا من جملة مواضيع أخرى تعتمد على القيل والقال، فالاحصاءات الرسمية عن حالات الطلاق في المملكة "أكثر من 30 ألف خلال عام 2012"، تلمح إلى أنه تقريبا في كل منطقة في السعودية وقعت حالة طلاق، ما دفع جامعة الملك عبد العزيز إلى إطلاق دورة تدريبية "رخص قيادة الزواج".
فبأرقام أدق فإن 82 حالة طلاق حصلت يوميا، بمعنى أنه في كل ساعة، تتردد كلمة "طالق" على مسامع احدى النساء السعوديات.
نعم الأمر جدي فليس المركبات وحدها تحتاج لهذه الرخصة عند السعوديين بل مؤسسة الزواج أيضا، وتصدر هذه الرخصة من قبل جامعة الملك عبد العزيز، حيث تعتبر من أهم البرامج التثقيفية التي تهدف لتأهيل الشباب لقيادة الحياة الزوجية نفسيا واجتماعيا.
وعليه أوضحت نبيلة العماد مشرفة تطوير المشاريع في الوقف العلمي في الجامعة قائلة "لدينا دائماً دورات تدريبية تنتهي بالحصول على رخصة في قيادة الحياة الزوجية، ونقدم للمتدربين حقائب تدريبية تعينهم فيما بعد على فهم الحياة الزوجية، والتعامل مع أحداثها وتطوراتها اليومية بكثير من العقلانية والحكمة بما يقلل من نسب المشاكل بين الأزواج في السعودية".
هذه القضية تجد صداها في مواقع التواصل الاجتماعي السعودية، حيث ينشط السعوديين بإنشاء هاشتاقات دورية تخص بناء مؤسسة الزواج بشكل صحيح. ففي شهر حزيران الجاري وحده نشرت صفحة"هاشتاق السعودية"، الأكثر نشاطا في هاشتاقات السعودية بمعدل 20 هاشتاق يومي. 5 هاشتاقات عن بناء الزواج الصحيح وإن كان أكثره تداولا هاشتاق #نصائح_للمقبلين_على_الزواج الذي شارك به أكثر من112 ألف مغرد سعودي. في هذا الهاشتاق يقول مغردون إن الفئة العمرية ما بين العشرين عاما والثلاثين عاما هي الأكثر تأثرا بسبب ارتفاع نسبة الطلاق فيها، حيث تبدو خشية الفتيات في هذه الفئة العمرية من المرور بالمعاناة نفسها ما دام الالتزام بدفع الحقوق كاملة بعد الطلاق ليس ملزما للرجل، وصفة مطلقة ما زال وقعها مؤلما في مجتمع محافظ كمجتمع السعودية.
ويغرد أحمد العنزي في الهاشتاق "أحيانا أجد أن الأمر مرتبط بعمر الأزواج الصغير نسبيا حيث يبدو وعيهم أقل لمفهوم الحياة الزوجية"، بينما تغرد فتاة تدعى فاطمة "كثير من الزوجات في المملكة يرضين بحياة زوجية تعيسة خوفا من نظرة المجتمع للمطلقة".
ومن باب السخرية غردت "هناء": "عذرا للنساء فإن رخصة لقيادة أسرتك خير من قيادة السيارة". فزادتها صديقتها "منال": "رخصة قيادة أسرة أحسن من لا شيء"، في إشارة إلى سعي المرأة السعودية لاستصدار قرار يمنحها الحق في قيادة السيارة في المملكة.
وليس الاختيار الخاطئ إضافة إلى ضعف الثقافة الزوجية لدى الشباب هما السببان الوحيدان للطلاق في السعودية وإن كانا الأبرز، بل إن عوامل أخرى قد تبدو صغيرة جدا ترويها محاكم المملكة قد تكون من أبرز أسباب الطلاق مثل الشكوى من شخير الزوج وبخله في جلب الهدايا والتدقيق على كل صغيرة وكبيرة، وهذه تفاصيل صغيرة تتفاقم بشكل كبير في حياة أزواج السعودية وبشكل خاص في العام الأول من الزواج والذي يصل نسب الطلاق فيه للـ60 بالمئة.
الجدير ذكره أن وزارة العدل التي نشرت هذه الاحصاءات، أكدت إلى أن هذه النسب "مخيفة"، فـهي تشكل25% من حالات الزواج، وهي أعلى من معدلات عالمية أخرى، ما جعل الوزارة تطلق انذار الخطر في المملكة .
Enregistrer un commentaire