ليس كل زواج ينفذ ما يعد به، ولكن الإحصائيات العالمية تقول إن المرأة تعاني أكثر من الزواج الفاشل، وهو ما يؤدي إلى الإضرار بصحتها النفسية والجسدية. هي قد تقبل –مضطرة- الاستمرارد؛ لأسباب عدة، يأتي على رأسها وجود الأولاد، ومراعاة القواعد الاجتماعية، والسمعة الشخصية.
حالة صحية قابلة للاختراق
دراسة للجمعية الطبية الأميركية في الولايات المتحدة، أكدت أن الزواج غير المتكافئ أو الفاشل يؤثر تأثيراً كبيراً في الصحة العامة للزوجين، بحيث إن الجسم يضعف، ويصبح قابلاً للاختراق بسبب تدني مستوى جهاز المناعة، وأضافت الدراسة التي أجريت على عينة كبيرة من مختلف الجنسيات عبر الإنترنت: «صحة الزوجين غير السعيدين في زواجهما تضعف مع مرور الزمن، وذلك إن لم يحاولا إيجاد حل للمشاكل التي تنغص الزواج».
فقد ثبت طبياً أن التوتر الذي يجلبه عدم التفاهم والمشكلات المستمرة بين الزوج والزوجة يعد من أهم الأسباب التي تعرض الرجل والمرأة على حد سواء للإصابة بالجلطات القلبية المميتة، إضافة للتعرض لأمراض أخرى كثيرة تصيب القلب.
علّقت الدراسة: «هذه الحالة التي تسمى «التوتر الزواجي» تصيب نسبة 18% من الأزواج، الذين يعيشون حالة زواج فاشلة، ولا يستطيعون الخروج من دائرتها».
أولاً: تدهور الحالة الصحية الذهنية
إن العيش لمدة عشرين سنة ضمن إطار زواج فاشل يزيد من احتمالات الإصابة بمرض الخرف (الزهايمر)، والذي قد يأتي في سن مبكرة بنسبة 13% عن الأزواج الذين يعيشون حالة زواجية طبيعية. والزواج الفاشل يؤدي أيضاً إلى انتهاج ما يسمى بـ«السلوك السلبي» كالعدوانية والانتقادات، وتظهر المقارنات أن الأزواج الناجحين في زواجهم يتمتعون بحالة ذهنية أفضل بنسبة 40%.
وبرأي الدراسة فإن الاستمرار في زواج فاشل ربما يؤدي إلى الإصابة بسرطان الدماغ بنسبة تصل إلى 7%، وهذا ناجم عن التشوش الذي يطغى على الحالة الذهنية لسنوات طويلة.
ثانياً: آثار سلبية على الصحة العامة
فالعلماء أكدوا أن تعرض المرأة بشكل خاص للصراعات مع الزوج يؤدي إلى إصابتها بارتفاع ضغط الدم، وهي مقدمة خطيرة للإصابة بالأمراض القلبية، كما أن الزواج الفاشل يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري بالنسبة للزوجين.
وأوضحت الدراسة أن المرأة يمكن أن تتعرض لكثير من الأمراض النسائية، إذا كانت تعيش في حالة توتر شبه دائمة، ويأتي على رأسها النزيف المتكرر، وعدم انتظام الدورة الشهرية، واحتمال الإصابة بسرطان الرحم. ومن الحالات المرضية الأخرى التي يمكن أن تصيب الزوج والزوجة على حد سواء القرحة المعدية، التي تأتي من منشأ نفسي.
وبالنسبة للمرأة، فإنها يمكن أن تصاب بزيادة كبيرة في الوزن؛ لأن التوتر عند نسبة 57% من النساء يعني السمنة الزائدة، ولكي تزيل التوتر النفسي الذي تعاني منه تلجأ إلى تناول الكثير من الحلويات والشوكولاتة؛ لكي تهدأ. وثبت أيضاً أن الحالة الزواجية التعيسة تتسبب في إضعاف جهاز المناعة لديها.
ثالثاً: تراكم التوتر العصبي وخطورته
إن «التوتر الزواجي العصبي» يمكن أن يتحول إلى حالة مزمنة، تؤدي إلى اضطرابات نفسية كثيرة، تكون بالنسبة للمرأة على شكل الشعور بالدونية، وبالنسبة للرجل على شكل سلوك عدواني تجاه الجميع، والنتيجة هي أن الزواج الفاشل يعتبر المصدر الأول للتوتر العصبي المزمن، الذي تظهر نتائجه السلبية على الحالة الصحية العامة.
رابعاً: حالة شفاء بطيئة
أكدت الدراسة أن الأزواج الذين يعيشون زواجاً فاشلاً يتماثلون للشفاء من الأمراض بشكل بطيء جداً، حتى ولو كانت وعكة صحية خفيفة كالزكام، فإذا استطاع الناس العاديون الشفاء في فترة ثلاثة أو خمسة أيام فإن من يعيش حالة زواج فاشلة يمكن أن تطول فترة الشفاء لتصل إلى أسبوعين، وهذا ينطبق على جميع الأمراض التي تصيب الذين يعانون من زواج تعيس.
خامساً: ضعف جنسي لدى الطرفين
تخف الرغبة الجنسية عند الزوجين بشكل كبير، فالمرأة يمكن أن تصاب بالفقدان الكامل للرغبة الجنسية، وعدم الوصول للنشوة مطلقاً، ويمكن للرجل أن يصاب بضعف جنسي عام، يؤثر تأثيراً سلبياً على أدائه.
Enregistrer un commentaire