تنتشر الحناء بكافة فنونها في الفترة الأخيرة بشكل كبير، وأصبحت ضمن الأشياء التقليدية التي يتم فعلها قبل الأعياد وفي المناسبات وأيضاً في الأفراح تقوم العروسة وذويها برسم الحناء على أيديهن، ولكن أصبحت الحناء هذه الأيام تؤدي إلى الإصابة بحروق وتورمات، وهذا يرجع إلى إضافة مواد كيميائية إليها.
هذا ما حدث مع عدة سيدات من عائلة واحده في مدينة خان يونس حيث تم نقش يد 28 سيدة أصبن 25 منهن بحروق في أيدهن, فلم تتوقع الأربعينية عائشة .ز أن تتحول الزينة التي وضعتها على يدها لتتزين في عرس أبن أخيها إلى حروق مازلت تعاني منها رغم مرور أكثر من أسبوعين على حفل الزفاف.
وأضافت :" في كل مناسبة لعائلتنا نحضر نقاشة حناء تقوم بنقش على يد جميع بنات العائلة, ولأول مرة يحدث هذا الأمر فبعد ربع ساعة من النقش علي يدي انتفخ مكان كل نقطة فوقها حناء لتصبح يدي وكأنها محروقة كذلك أصابنا نوع من الحكة بشكل جنوني, لا أعرف كيف مر عرس أبن أخي فقد كنت أتألم من يدي كثيراُ".
بعد عودتها للمنزل قامت بالاتصال على السيدة التي نقشتهم بالحناء لتخبرها أن بعض السيدات لديهم حساسية من الحناء وأنه لا لأول مرة يتعرضن سيدات لمثل هذه المشكلة بعد أن قامت بالنقش لهن, منوه أنها أعطتها أسم دواء عبارة عن " برهم للحساسية " لتشتريه من الصيدلية كونه يخفف حدة الحروق.
أيضا رانية محمود واحدة من الفتيات اللاتي تعرضن للإصابة بحساسية في الجلد بعد الرسم على الجسد بها، فقد فوجئت بظهور أورام على الجسد في نفس صورة الرسومات التى قامت بها من قبل.
واستمر الورم لمدة أسبوع بعدها بدأ في الاختفاء، وقالت :" ذهبت لطبيب الجلدية وأكد لي أن ما حدث بسبب إضافة مواد كيماوية للحنة وأنها تأثرت بسبب إصابتي بالحساسية".
راجعت أيضا رانية من قامت بنقشها فقالت أنها إضافة مادة الأوكسجين للحناء وأنها ليس المرة الأولي التي تقوم بهذا الأمر مع استغربها لسبب حدوث هذا الأمر لها, مبررة سبب وضعها الأكسجين لسرعة إعطاء اللون الأسود .
الأمر نفسه انطبق على «صابرين حلس » التى وجدت نفسها مصابة بحساسية في الجلد واحمرار وتورم شديد، وحكة، وعندما ذهبت للطبيب الجلدية أكد لها أنها مصابة بحساسية لخطورة المواد المستخدمة في الحنة وعندما عادت «للحنانة» التى وضعت لها المواد قبل ذلك نفت معرفتها بما تقوله مؤكدة أنها لا تستخدم أي مواد ضارة ولا تعرف عم تتحدث.
الأعراض التي تشير إلى الإصابة بالحساسية بعد نقش الحناء على الأيدي أو على أي جزء من أجزاء الجسم، ينتج عن وجود حساسية أو التهاب ناتج عن النقش بالحنة هو تورم شديد في اليد على الرسمه المنقوشة على اليد بالحناء، مما يدل على عدم قدرة الجلد على تحمل شدة المواد الكيميائية التي تحتوي على الحنة .
خلطة خاصة
الحنائة أم خالد بارود قالت إن الحناء الطبيعة لا تسبب أي مشكلات للجلد، ولكن أحيانا تتم إضافة «زيت محلبية» أو مادة "الحجر الأسود "بهدف تثبيت الحنة، وهذا الزيت أو المادة في المجمل لا يوجد منه ضرر، ولكنه قد يسبب التهابات للبشرة الحساسة, بعض الأخر يستخدم ماء الأكسجين وهى مادة مضرة جدا للجلد، موضحة أنه أحيانا تتسبب هذه المادة في إصابة الجلد بحساسية تنتهي بتكوين فقاعات من الماء تحت الجلد وتورم كل المناطق التى يتم وضع الحنة فيه, وأخريات يضعن البنزين أو الكاز مؤكدة أن كل واحدة لها خلطتها الخاصة في ذلك .
وأوضحت بارود، أنه من المفترض أن يتم عمل اختبار مبدئي قبل استخدام الحنة على الجلد لقياس مدى درجة حساسية الجلد تجاهها وخاصة إذا كانت تستخدم مواد مضافة للحناء، لافتة إلى أن معظم الإصابات التى تحدث للفتيات من مستخدمي الحنة تتمثل في وجود مواد كيماوية تسبب حساسية للجلد.
الحساسية التلامسية
من جانبه قال طبيب الجلدية خالد النجار :" إن هناك بعض السيدات المصابات بنوع من أنواع الحساسية المسمى بالحساسية التلامسية أو الأكزيما التلامسية، يتعرضن لحروق أو التهاب بمجرد وضع مواد كيماوية على جلودهن.
وأوضح النجار إنه بمجرد تلامس هذه المادة للبشرة يؤدي إلى حدوث تفاعلات تحسسيه لدى البعض من السيدات، مع بعض السيدات تكون قوية وبعضها الأخر تكون أقل في الحدة، وتتنوع الإصابة بالالتهابات الجلدية ما بين الالتهابات الجلدية والإكزيما، والحروق الجلدية وهذا ما يؤدي إليه تلامس المواد الكيميائية الموجودة في الحنة إلى البشرة, لافت إلى أنه عالج عددا كبيرا من الحالات في الفترة الأخيرة بسبب إصابتها بالحساسية من استخدام الحنة والصبغات.
وأكد أن أقصى حد للإصابة هو تورم الجلد والتهابه لدرجة تترك أثرا حتى بعد العلاج, ونوه إلى أن الحناء لونها ثابت وبعضها يعطى لونا أصفر، والبعض الآخر لونه أحمر ، فيما بعد يتم خلطها هنا بهذه المواد، وبالتالي كل أنواع الحنة التى تعطى ألوانا مختلفة يتم خلطها بمواد كيماوية لإعطاء هذه الألوان.
دعيا كل السيدات إلى عمل تجارب بسيطة على بقعة في الجلد قبل البدا بالنقش بالحناء لتفادي حدوث هذه الإعراض.
Enregistrer un commentaire